يُعدّ فهم الفرق بين اختراقات السوق (Breakouts) والارتدادات (Pullbacks) من المهارات الأساسية لأي متداول يرغب في تحسين توقيت دخوله وخروجه من الصفقات. كلا المفهومين يُستخدمان في التحليل الفني لتحديد الفرص في الأسواق النشطة، لكن لكل منهما خصائص ومخاطر واستراتيجيات إدارة مختلفة.
 

في هذا المقال، سنشرح كيفية التعرف على الاختراقات الحقيقية مقابل المزيفة، وكيفية تداول الارتدادات بفعالية ضمن الاتجاه العام، مع نصائح عملية تساعدك في اختيار النهج الأنسب لأسلوبك في التداول.
 

ما هو اختراق السوق؟

 

يحدث الاختراق عندما يتجاوز السعر مستوى دعم أو مقاومة رئيسي بعد فترة من التماسك أو الحركة الجانبية. يشير هذا إلى زيادة في الزخم وإمكانية بداية اتجاه جديد. عادةً ما يكون حجم التداول المرتفع أثناء الاختراق علامة على قوته.
 

على سبيل المثال، إذا ظل سعر سهم ما مستقراً حول مستوى 100 دولار لفترة طويلة، ثم ارتفع فجأة فوق 102 دولار مع زيادة في حجم التداول، فهذا يُعتبر اختراقًا صعوديًا، مما قد يشير إلى بداية اتجاه صاعد جديد.
 

أنواع الاختراقات

 

  • اختراق صعودي: عندما يخترق السعر مستوى مقاومة ويتحرك للأعلى، مما يشير إلى زيادة الطلب.
  • اختراق هبوطي: عندما ينخفض السعر دون مستوى دعم مهم، مما يدل على زيادة الضغط البيعي.

يبحث المتداولون في الأسواق مثل الفوركس والأسهم والسلع عن هذه الاختراقات للدخول في الاتجاه الجديد مبكرًا والاستفادة من الزخم.
 

ما هو الارتداد (Pullback)؟

 

الارتداد هو تصحيح مؤقت داخل اتجاه عام قائم. في الاتجاه الصاعد، يمثل الارتداد انخفاضًا مؤقتًا في الأسعار قبل استئناف الارتفاع. أما في الاتجاه الهابط، فهو ارتفاع قصير قبل استمرار الانخفاض.
 

يركّز المتداولون الذين يفضلون الشراء عند الانخفاضات أو البيع عند الارتفاعات على هذه اللحظات، لأنها تقدم نقاط دخول أفضل مع مخاطرة أقل مقارنة بتداول الاختراقات.
 

الفرق بين الارتداد والتصحيح

 

يُعتبر الارتداد حركة قصيرة الأمد ضمن الاتجاه العام، بينما التصحيح عادةً ما يكون أعمق وأطول زمنياً. يعتمد تحديد الفرق على حجم الحركة والمدة الزمنية.
 

كيفية التداول باستخدام استراتيجيات الاختراق

 

تُعتبر استراتيجيات الاختراق فعّالة عندما يتجاوز السعر مستويات دعم أو مقاومة قوية مدعومة بحجم تداول كبير. المفتاح هنا هو تمييز الاختراق الحقيقي عن المزيف.
 

نصائح لتداول الاختراقات:

  1. استخدم مؤشرات مثل حجم التداول (Volume) والمتوسطات المتحركة لتأكيد الزخم.
  2. انتظر إغلاق الشمعة فوق المقاومة (أو تحت الدعم) قبل الدخول.
  3. ضع أوامر وقف الخسارة (Stop-Loss) أسفل مستوى الاختراق في حالة الصعود أو فوقه في حالة الهبوط.
  4. حدد أهدافًا باستخدام مستويات فيبوناتشي أو مناطق الدعم والمقاومة التالية.
     

كيفية التداول باستخدام استراتيجيات الارتداد

 

الارتداد يُعدّ خيارًا أكثر أمانًا نسبيًا للمتداولين الذين يفضلون تجنب الدخول في لحظات التقلب الشديد. الفكرة هي الدخول عندما يعود السعر إلى مستوى دعم أو مقاومة ضمن الاتجاه العام.
 

نصائح لتداول الارتدادات:

  1. حدد الاتجاه العام باستخدام مؤشرات مثل المتوسط المتحرك لـ200 يوم.
  2. استخدم أدوات مثل فيبوناتشي Retracement لتحديد مناطق الارتداد المحتملة.
  3. انتظر إشارات تأكيد مثل شموع الانعكاس أو ارتداد السعر من خط اتجاه رئيسي.
  4. استخدم أوامر وقف خسارة ضيقة أسفل القاع الأخير (في الاتجاه الصاعد) أو فوق القمة الأخيرة (في الاتجاه الهابط).
     

المقارنة بين الاختراقات والارتدادات

 

| العنصر | الاختراق | الارتداد |
|---------|------------|------------|
| الزخم | قوي ومفاجئ | معتدل ومتدرج |
| نقطة الدخول | بعد تجاوز مستوى رئيسي | عند عودة السعر إلى مستوى دعم/مقاومة |
| المخاطرة | أعلى بسبب احتمالية الاختراقات المزيفة | أقل نسبيًا لأن الدخول أقرب للدعم/المقاومة |
| الربحية المحتملة | كبيرة في حال استمرار الاتجاه | معتدلة ولكن أكثر استقرارًا |
| المهارة المطلوبة | سرعة في التنفيذ وإدارة المخاطر | صبر ودقة في التوقيت |
 

كيفية دمج الاختراقات والارتدادات في استراتيجية واحدة

 

يمكن للمتداولين الدمج بين النهجين: الانتظار لاختراق أولي لتأكيد الاتجاه، ثم الدخول في الارتدادات التالية داخل الاتجاه نفسه. بهذه الطريقة، يتم الجمع بين تأكيد الزخم وتحسين التوقيت.
 

على سبيل المثال:

  • إذا اخترق الذهب مقاومة قوية، يمكن اعتبار ذلك إشارة لبداية اتجاه صاعد.
  • بعد الارتفاع، عندما يعود السعر لاختبار نفس المقاومة كمستوى دعم، يمكن للمتداول الدخول من جديد ضمن الارتداد.
     

الخلاصة

 

الاختراقات تقدم فرصًا سريعة في الأسواق النشطة، لكنها تتطلب سرعة واستعدادًا للتعامل مع المخاطر العالية. أما الارتدادات، فتوفر دخولًا أكثر تحفظًا ضمن الاتجاهات القائمة.

اختيار الاستراتيجية الأنسب يعتمد على أسلوبك، شخصيتك، ومستوى تحملك للمخاطر. المتداولون المحترفون غالبًا ما يستخدمون مزيجًا من الاثنين للوصول إلى توازن بين الزخم والمخاطرة وتحقيق نتائج أكثر استقرارًا في المدى الطويل.